الأحد، 19 أغسطس 2012

Chungking Express - 1994



سيناريو واخراج : Kar Wai Wong

عن الإنسان البسيط في المدينة، الذي لازال يبحث عن الحب الأبدي في مدينة فضفاضة، كل شيء فيها معلب و مرهون بتاريخ إنتهاء، الشرطي كاي وو رقم 223 عاجز عن تخطي أمر انفصال صديقته التي يحبها كثيرًا عنه، لا زال ينتظرها غير قادر على تجاوز الأمر، حتى يقتنع بعد حين أن ّ صديقته مي لم تكن تجده مختلفًا عن علبة أناناس انتهى تاريخ صلاحيتها، فيحاول بأقصى ما بوسعه النسيان، يحاول الركض و التخلص من الماء الزائد في الجسم حتى لا يظل هنالك حصة منه للدموع، الشرطي كاي وو يركض يركض كيلا تسحقه حركة المدينة الدائمة في غمرة أحزانه و تجاوزه البطيء لها التي يرفض حتى كلبه الذي يفترض به أن يكون مخلصًا مشاركته إيّاها، فيبحث عن امرأة جديدة، حب ٌ سريع يلائم المدينة، فيقرر الوقوع في حب أول امرأة تدخل البار.




في المدينة حيث الأشياء تتوفر بشكل ٍ أكبر، حيث الفرص و الإحتمالات و الإختيارات الكثيرة، كان الشرطي رقم 663 معتادًا على شراء الـ Chef Salad لصديقته، حتى نصحه صاحب مطعم الوجبات السريعة بتجربة شيء آخر، فيقول له الشرطي: ربما لا يعجبها، يرد عليه صاحب المطعم: خُذ لها الإثنين و دعها تختار فمن الجيّد دائمًا أن تملك الإختيار، يأتي الشرطي في الليلة التالية و يطلب السمك و البطاطس، يقول له صاحب المطعم: أرأيت! قلت لك سيعجبها، دعها تجرّب الليلة البيتزا، يقول الشرطي لست ُ متأكدًا من كونه سيعجبها، فينصحه صاحب المطعم بذات الخدعة شراء شيئين مختلفين، يأتي الشرطي في الليلة التالية و يقترح عليه صاحب المطعم بسرعة تجربة شيء مختلف أيضًا، فيرد الشرطي: أريد كوبًا من القهوة فقط. يسأله صاحب المطعم عن صديقته ألا تريد شيء الليلة، يخبره الشرطي: تركتني. لأنّها تريد تجربة شيء آخر، أعتقد أن ّ لديّها حق، فهناك الكثير من الخيارات بالنسبة للرجال كما هو الحال مع الطعام!
 

هكذا يتخلّى أهل المدينة عن الحب بسهولة تحت إغراء الخيارات المتعددة، بينما ينصح صاحب المطعم الشرطي بالتوقف عن شرب القهوة خوفًا على صحته، و يقول له: عليك أنت أيضًا أن تجرب خيارات أخرى، فيقول الشرطي: الأمر ليس بتلك السهولة. ها هو الإنسان البسيط، من الصعب عليه التعامل مع الأمر كما يفعل من تمكنت منهم حركة المدينة السريعة، الإنسان البسيط لازال مسكونًا بالإحتمالات، من الصعب عليه حتى التخلص من عادات الطفولة، فالشرطي 663 لازال يحادث أصدقاءه الدُمى، و منشفته و حتى صابونته، و ينصحهم بالتحلي بالشجاعة و الصبر، فهم مثله حزانى، و كل شيء في بيته حزين، و يحتاج للتهويد حتى ينام.

في Chungking Express ستجد الرومانسيّة في شكلها الأولي، الشاعرية العفويّة التي تملأ الحوار، الحب النقي الذي لازال أصحابه غير قادرين على البوح به بسهولة، مثلما تفعل فايا التي تقع في حب الشرطي 663 و عوضًا عن إخباره تقوم بترتيب و تنظيف و تحسين شقته سرًا، تبحث بالعدسة المُكبرة عن شعر امرأة على سريره و تغار سرًا، أو مثلما يفعل الشرطي 223 الذي يدفعه الحب لشراء علب الأناناس التي ينتهي تاريخ صلاحيتها في الأول من شهر May، أو مثلما يفعل الشرطي 663 الذي يخشى على قميصها من البرد، فيقوم بكيّه حتى يشعر بالدفء.

يتأرجح الفيلم بين حديث الصور الصاخب الآسر للعين، و حديث الإنسان البسيط الآسر للإذن، يتناول شخصيّاته الحب ببطء في مدينة سريعة جاعلين منه شيئًا طريفًا رغم آلامه، كما يتميز بخلق شخصيّات متميزة و سيناريو رائع بمثابة رحلة ممتعة في هونغ كونغ، و بإسلوب وونغ كار واي المتميز
.

بقلم العضوه ,Alien من منتدى اقلاع.

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

بابل.. تحفة غونزاليس..


قبيل نهاية العام 2001 قام المنتج الفرنسي (ألين بريغاندا) بالاتفاق مع أحد عشر مخرجاً عالمياً من أجل أن يصنع كل واحد منهم فيلماً قصيراً يحكي فيه انطباعه عن هجمات سبتمبر في مدة لا تزيد ولا تنقص عن إحدى عشرة دقيقة وتسع ثوانٍ و(فريم) واحد، فكانت النتيجة باقة متنوعة من الأفلام القصيرة جُمعت تحت عنوان واحد هو ( 11′09”01 - September 11 ).

وضمن هذه الباقة كان هناك فيلمٌ للمخرج المكسيكي المتميز (أليخاندرو غونزاليس) صوّر فيه لحظة انهيار مركز التجارة العالمي بأسلوب جميل وجريء ألغى فيه عامل الصورة واعتمد على شاشة سوداء لا يتغير فيها سوى الصوت فقط، حيث لا نرى إلا السواد ولا نسمع إلا جلبة الناس المرعوبين وضجيج المذيعين والأهم صوت انهيار المبنى نفسه، ثم عند النهاية ينقلب لون الشاشة لتصبح شاشة بيضاء.. ممهورة بعبارة.. تقول: (هل نور الله يهدينا أم يعمينا؟) ترافقها موسيقى مؤثرة وأصوات لأطفال يتلون القرآن الكريم. ومعنى الفيلم يبدو واضحاً ومباشراً لكن الجميل فيه هو القالب الذي احتوى هذا المعنى وقدّمه بأسلوب مختلف وبصبغة حداثية تجريبية تنزع نحو تطبيق المعايير الجمالية بمعناها المطلق، وهنا تحديداً نحن نتحدث عن السبب الذي جعل من المكسيكي (أليخاندرو غونزاليس) أحد أعظم المخرجين المعاصرين.

في السنة الماضية عاد (غونزاليس) بفيلمه الجديد (بابل-Babel) ليواصل ممارسة مشروعه الجريء المتمثل في كسر أساليب السرد التقليدية واستغلال كافة أدوات التعبير من صوت وصورة ولون ليجعلها تقول وتحكي بحرية وطلاقة، مع عناية مدهشة بالناحية الجمالية، وكما رأينا في ذلك الفيلم القصير كيف قام بتحييد عامل الصورة ومنح الصوت مساحة أكبر فهو في (بابل) يصنع ما هو أكثر من ذلك فيجعل حتى من (الصمت) شريكاً في التعبير، ولتكون النتيجة تحفة سينمائية بامتياز حقق من خلالها (غونزاليس) جائزة أفضل مخرج في الدورة الماضية لمهرجان (كان) السينمائي واقتحم ترشيحات الغولدن غلوب في دورتها الأخيرة فاستحق منها جائزة أفضل فيلم.

(أليخاندرو غونزاليس) المكسيكي الذي ولد عام 1963كان قد أعلن عن حضوره السينمائي بقوة ووضوح عام 2000 حين أدهش العالم بفيلم (أموريس بيروس-Amores perros) ثم أكد هذا الحضور عام 2003 بفيلم ( 21غراماً). أما مع (بابل) فهو يتوج هذه المسيرة بفيلم فخم امتزجت فيه القيمة الجمالية بالمعنى الإنساني الجليل.

الفيلم يحكي أربع قصص مختلفة تسير إلى جوار بعضها البعض في مسارات متوازية ومتداخلة تجري في أربعة دول هي المغرب وأمريكا والمكسيك واليابان. وتبدأ الأحداث في الصحراء المغربية مع عائلة فقيرة تعيش في العراء معتمدة على الرعي وتربية الأغنام، يشتري عائلها بندقية صيد كي يقتل بها الثعالب التي تهدد حياة قطيعه، لكن ابنيه الصغيرين يستغلان البندقية ليس لقتل الثعالب كما أوصاهما الأب بل لقتل الإنسان!. وعلى الجانب الآخر من الصحراء نفسها تجري أحداث الحكاية الثانية وأبطالها زوجان أمريكيان قدما إلى المغرب من أجل السياحة وإذا بهما يواجهان محنة عصيبة (يؤدي دورهما النجمين براد بيت وَكيت بلانشيت). أما الحكاية الثالثة فتجري بين أمريكا والمكسيك لعجوز مكسيكية تعمل خادمة في منزل عائلة أمريكية، تقرر الذهاب خلسة إلى المكسيك من أجل حضور زفاف ابنها الوحيد وتأخذ معها طفلي هذه العائلة دون علم والديهما. وفي اليابان تجري أحداث القصة الرابعة وهي لفتاة يابانية جميلة، عاطفتها حارة مشبوبة، وروحها تفيض حباً، لكنها لا تعلم إلى أين توجه هذا الحب، إذ لم تجد من يتجرأ ويقبلها كحبيبة لسبب بسيط هو أنها صماء بكماء تعيش في عزلة خانقة!.

 
هذا هو جوهر القصص الأربع التي سردها (غونزاليس) بأناقة وربط بينها بأسلوب ساحر وخلاب..

ليست هذه المرة الأولى التي يصنع فيها (غونزاليس) فيلماً بهذه الطريقة التي تمزج بين قصص وشخصيات مختلفة، فأسلوب كهذا رأيناه أيضاً في فيلميه السابقين (أموريس بيروس) وَ( 21غراماً)، لكن ما يميز فيلم (بابل) هو ذلك التباين الشديد بين أجواء القصص الأربعة، فإذا كان (غونزاليس) قد دمج في الفيلمين السابقين أكثر من قصة في وقت واحد، فهو قد فعل ذلك مع قصص تبدو متشابهة في أجوائها، وبالتالي فالأسلوب الذي يحكم فيلم ( 21غراماً) مثلاً، أو حتى (أموريس بيروس)، هو واحد منذ بداية الفيلم وحتى النهاية، وبإيقاع ثابت نسبياً، بينما نجد في (بابل) اختلافاً شاسعاً بين أجواء القصص وكذلك في الأسلوب الذي اتخذه (غونزاليس) لتصوير كل حكاية، فنراه يصور الأحداث التي جرت في المغرب بأسلوب واقعي صرف رضخ فيه لمتطلبات بيئة الحدث، أما في القصة التي جرت في اليابان فهو يسرح بحرية فاتنة، متجاوزاً بها الواقع، فيعبث بالصوت والصورة ويشكل الألوان حسب مقتضى الحكاية ليحقق بذلك (جمالية) فائقة تطرب لها عين المُشاهد..

على مستوى الفكرة يبدو الربط بين المسارات الأربعة مستفزاً ومعقداً، إذ ما الذي يجمع بين مُصيبة الراعي المغربي ومعاناة الفتاة اليابانية؟ هل هي البندقية فقط؟!. ليس الأمر بهذه البساطة، فـ(غونزاليس) لم يأتِ بهذه القصص الأربع لمجرد الربط في حد ذاته، بل من أجل أن يحكي فكرة واحدة تشترك فيها جميع القصص.. فما هي هذه الفكرة؟ وما علاقتها باسم الفيلم (بابل)؟!.

الرابط بين القصص الثلاث التي جرت في المغرب والمكسيك وأمريكا يبدو واضحاً نوعاً ما، ويسهل إدراكه، فهذه القصص تتلخص معاناة أبطالها في قضية الـ (أنا والآخر)، نلاحظ هذا في قصة الخادمة المكسيكية العجوز التي تتعرض هي وقريبها الشاب لمشكلة على الحدود الأمريكية بسبب الخوف والتوجس الناشئ عن أفكار ترسبت لدى جنود الجمارك عن (الآخر) المكسيكي، وكذا الأمر في قصة الزوجين الأمريكيين السائحين في الصحراء المغربية، وأيضاً بالنسبة للراعي المغربي الذي وجد نفسه متهماً بالإرهاب بسبب خطأ غير مقصود تسبب به ابناه الصغيران، ليلاحق بضراوة من قبل الجنود المغاربة المشحونين بأفكارهم المسبقة عن هذا الآخر الإرهابي. لكن ماذا عن الفتاة اليابانية التي لم تحتك بـ (آخر) جاء من حضارة مختلفة؟!.

إن الألم الذي تستشعره هذه الفتاة له سببه الواضح، فهي تشعر بفيض من العاطفة، وتبغي الحب مثلها مثل أي فتاة في عمرها، لكنها لا تجد المستجيب الذي يبادلها الحب بحب، ولو تأملنا قليلاً في معاناتها لوجدنا أنها تلخص فكرة الفيلم بامتياز وتؤكد قضية الـ (أنا والآخر). ذلك أن أزمتها ليست فقط مع (الآخر) المختلف، بل هي مع النوع الإنساني كله، مع المختلف وغير المختلف، مع الأجنبي ومع أقربائها سواء بسواء. إنها تعيش في عزلة خانقة فرضت عليها من قبل الطبيعة أولاً، ثم بسبب الأفكار التي يحملها البشر عن أمثالها، وهي وإن تمكنت من التكيف مع إعاقتها الجسدية، إلا أنها لا تستطيع العيش في مناخ ينبذها ويتوجس من وجودها. إن الجميع بالنسبة لها مختلفون، وكذا الأمر بالنسبة لبقية الشخصيات، فالمعاناة في (بابل) مصدرها تلك الأفكار التي تحكم نظرتنا تجاه بعضنا البعض كأفراد ودول ومجتمعات، وحتى عالم السياسة الذي يسحق الإنسان ويطحنه إنما يستمد قوته وبطشه من هذه الأفكار بعينها. إن الجميع هنا ضحايا، الراعي المغربي والخادمة المكسيكية والفتاة اليابانية، إنها معاناة الإنسان وألم الإنسان.. كل الإنسان.. الذي منذ أن انطلق من (بابل) لا يزال يمشي على درب الخيبة والألم!..

بقلم الكاتب \
رجا ساير المطيري

الخميس، 9 أغسطس 2012

The Classic - 2003


سيناريو و اخراج : Jae-young Kwak
بطولة : Ye-jin Son - In-seong Jo

ذا كلاسيك فيلم كوري من تأليف واخراج جاي يونغ كواك وبطولة الثنائي المبدعه يو-جين سون و في-سونغ جو، انتاج 2003\ التنصيف درامي-رومنسي..قبل الحديث عن الفيلم هذه حقيقه حول السينما الكوريه انها افضل من انتجت افلاما رومنسيه بالنسبه لي فبعد تحف رومنسيه مثل ( Failan - A Moment to Remember - My Sassy Girl - 3Iron - Il Mare - Sad Movie ) لم اشاهد بأي سينما اخرى افلامه مؤثره بهذا الشكل..النسيم الرومانسي؟ تلك كليشيه (عبارة مبتذلة) جدّاً أعتقد بأنّني سأنظر إليها ككلاسيكية .. بداية الفيلم جي-هاي تبدأ الحديث مع نفسها "...عندما كنت طفلة أتذكّر رؤية قوس قزح كبير فوق النهر إبتعد في ذلك الوقت أمّي قالت لي القوس قزح باب إلى السماء عندما الناس يموتون يذهبون إلى الجنّة خلال ذلك الباب عندما كنت طفلة أبّي إختفى بعيداً وأمّي سافرت للخارج أردتُ أمّي أن تتزوّج مرة أخرى لكنها لم تريد".. الفيلم يروي قصص حب متوازيه في الماضي والحاضر حول ام وابنتها التي تبدأ بقراءة مذكرات والدتها ويبدأ الجزء الثاني من الفيلم..الفيلم قدم بفصلين الاول الحاضر وهي الابنه والماضي الذكريات لقصة والدتها، بعد قيام جي-هاي بتنظيف المنزل تجد علبة قديمه تحوى رسائل ومذكرات والدتها وتفاصيل قصتها تبدأ جي هاي بقرأة احدى الرسائل ويبدأ الفلاش باك الذي يروي قصة الام جي-هي وتتشابك ذكريات الماضي مع الحاضر مع حياة جي هاي نفسها والتى تقع مع زميل لها سانج الذي يشارك بالمسرح المدرسي.



قصة الام جي-هي بعد زيارتها للريف في الصيف تتعرف على الطالب جون ها الذي تقوم بسؤاله في بداية العلاقه رغبتها بالتعرف على احد الاماكن المسكونه بالجهه المقابله من النهر هنا مشاهد مؤثره رومنسيه مميزه مشاهد ساحره خصوصا اثناء التصوير الليلي ومشاهد الجسر ودمجها مع لحظات النهايه!..حتى وصلت لحظة الفراق بعد غضب والد الام جي-هي وانفصالهم هنا جو-هي قبل رحيلها تهدي جو قلادة فيظل محافظا عليها، بعد ذلك يلتقون مجداا لكن دائما في العلاقه نشاهد دخول اطراف اخرى تعووق هذه العلاقه هنا يدخل بعد ان وعد والدي جي هي والديي تاي سو بابنتهم كزوجه له لكن كون تاي سو صديق جو ولم يكن شرير كما بعض الافلام يتنازل عن هذا الموضوع ويدعم جو مع هذا الحب بعد ان علم والديي تاي سو غضبوا منهم واصبحت حياته معقده لا يريد ان يدخل في علاقه يدمر فيها حب صديقه ولا يريد ان يغضب والديه هنا يحاول الانتحار لكن يقوم بانقاذه جوو مع هذه المحاوله التى حصلت دون جدوى هنا يقرر جو الرحيل من بأي طريقه فيقوم بالانضمام الى الجيش الكوري ويذهب الى الحرب، اثناء هذه الحادثه يذهب الفيلم الى الحاضر ليصور لنا جي هاي ومشهد المطر واحتمائها تحت نفس الشجرة مع سانغ مين وفي مشهد جميل يقوم سانغ مين بحمايتها من المطر بمعطفه حتى يوصلها العلاقه هنا حتى الان غامضه كما بداية العلاقه بالماضي! سيناريو خيآلي، مره اخرى عوده للماضي جون بعد ان شعر بالذنب كما ذكرت بسبب انتحار صديقه تايسو وانضمامه للحرب وذهابه الى فيتنام هنا اذكر مشهد الوداع بالقطار كان مؤثر جدآ، بعد عودته من الحرب كان قد فقد بصره بسبب عودته لاستعداته القلاده!، اللقاء الاخير بين جو وجي هي بالمطعم هنا يحاول ان يخفي العمى الذي اصابه ويبدأ بالحوار بشكل طبيعي ويحاول ان يقنعها بانه قد تزوج ومضي في حياته، فتقول له بعد ان بدأ بالبكاء الا ترى دموعي...بالرغم من قوه العلاقه بينهم الا ان الاستمرار صعب يذهب جو بعد ذلك حاملا معه القلاده فتتزوج جي هاي بالاخير تاي سو صديق جون فانجبت ابنة صغيره وهي الراويه بالفيلم والابنه بالحاضر جي هي، فتتذكر المشهد الاخير حين كانت حاضره مع والدتها امام النهر وحضور اناس يحملون رماد جون الذي وصى ان ينثر رماده بهذا النهر.. وعلمت قبل قبل اعطائها رماد جو ان جو قد تزوج ولديه ابن ايضا انهارت هنا وانتهت المشاهد القديمه، في الحاضر نشاهد جي هاي مع صديقها سانغ مين الذي يكشف مشاعره لجي هاي وشرحه لمشهد المظله في المحل ولحاقه بها وحمايتها من المطر بمعطفه، اثنائ جلوسهم على نفس النهر القديم تروي له المقطع الاخير لقصة والدتها فيقوم سانغ مين برفع القلادة.. الابنه مع الابن تفرقوا بالماضي واجتمعوا بابنائهم النهايه "..ما زلت أتذكّره بشكل واضح قوس قزح رأيته ذلك اليوم إلى أن أنهيت حكاية هذه القصّة".
المخرج جاي يونغ كواك نجح بصنع فيلم رومنسي يحمل قصتين بشكل متوازي وخاتمه جمعتهم بشكل "اسطوري" لم يكن احد يتوقع خاتمه كهذه حقيقه، اختياره للممثله يو-جين سون كان ممتاز جدآ من اكثر الممثلات التي تؤثر على المشاهد خصوصا لمن شاهد لحظه للذكرى 2004، وبقية الممثلين ايضا، المخرج جاي بعد نجاح فيلمه My Sassy Girl يعود بعد عام ليقدم تحفه اخرى افضل ايضا، ويكمل نجاحه في المجال الرومنسي ايضا بعد هذا الفيلم بتقديمه Windstruck و Cyborg Girl.. تقديمه لفيلم كلاسيك واظافته للعديد مثل الانقسام بالاجيال والاتفاق على شيئ واحد ان الحب لايتغير، التحول بسرعه الى مليودراما مسيله للدموع ثم نقله الى مشاهد حربيه في فيتنام وتخلل بعض مشاهد الفيلم لقطات كوميديه، الموسيقي بالفيلم باختصار من افضل الالحان التى سمعتها توظيفها باغلب اللقطات خصوصا في مشاهد مميز مثل مشهد المستشفى او مغادرة القطار او المشاهد الاخيره مثل اللقاء بالمطعم واخيرا عند اكتشاف الام وفاة جو على النهر.. المشاهد كانت مميزه ومؤثره والموسيقى اظافت الكثيييير.

The Girl with the Dragon Tattoo - 2011



اخراج : David Fincher
سيناريو : Steven Zaillian
بطولة : Daniel Craig & Rooney Mara

في عام 2010 قدمت السينما لي احد اعظم لافلام التى شاهدتها بحياتي وهو البجعه السوداء من اخراج ارنوفسكي وبطوله نتالي بورتمان هنا، مره اخرى في عام 2011 ايضا اشاهد احد التحف التى اضمها لافلامي المفضله جدآ فتاة وشم التنين من اخراج ديفيد فينشر وبطولة روني مارا.. ولا انسى ان عام 2011 قدم العديد من الافلام الممتازه خصوصا عندما نذكر الافلام المرشحه للاوسكار مثل المساعده (The Help) وهيوجو (Hugo) لسكورسيزي و شجرة الحياه (The Tree of Life) لترانس ميلك واخيرا الفائز بالاوسكار الفنان (The Artist) العام الذي شهد عوده ترانس ميلك بعد انقطاع طويل عن الاخراج و غاري اولدمان ينصف اخيرا بترشيح اوسكاري عن دوره بـTinker Tailor Soldier Spy، بالنظر للافلام المرشحه حقيقه كان هناك افلام افضل من الخمس الاخرى المرشحه كانت تستحق الترشيح، وقبل الحديث عن الفيلم هذه افضل 5 افلام بالترتيب للعام الماضي برأي ولن اذكر الافلام الكوريه حتى لاتطول القائمه:


1- The Girl with the Dragon Tattoo
2- Shame
3- The Tree of Life
4- A Separation
5- Drive

قبل الحديث عن الفيلم الامريكي لن اذكر الثلاثيه السويديه لانني لم شاهدها حتى الان ولا اتوقع انها ستتفوق على نسخة المبدع ديفيد فينشر، فيلم الفتاة ذات وشم التنين فيلم درامي\جريمه وغموض مقتبس من رواية سويدية بنفس الاسم للكاتب ستيج لارسون، الفيلم من إخراج ديفيد فينشر، سيناريو ستيفين زيلان وبطولة دانيال كريغ في دور (ميكائيل كلومكفيست) الصحفي وروني مارا في دور (ليزبيث سالاندر) التي تلعب الدور الرئيسي بالفيلم، وتدور احداث الفيلم عن صحفي يدعى كلومكفيست ومساعدته الشابة سالاندر في مهمه لاحداث قديمه وهي البحث او معرفة ماحدث لفتاة فقطت لاكثر من 40 عام في ظروف غامضه وغير معروفه حتى هذا الوقت والاحتمالات كلها موجوده!.

قبل الحديث عن الفيلم هذه نبذة مختصره عن الرواية التى اقتبس منها الفيلم "الفتاة ذات وشم التنين أو فتاة لا يحبها الرجال (العنوان الأصلي بالسويديه "الرجال الذين يكرهون النساء") هي رواية للكاتب والصحافي السويدي ستيج لارسون. هذا هو الكتاب الأول في ثلاثيته المعروفة باسم "سلسلة الألفية"، و عند وفاته في نوفمبر 2004، ترك لارسون روايات ثلاثة غير منشورة تشكل ثلاثية. أصبحوا بعد وفاته من أفضل الكتب مبيعاً في العديد من الدول الأوروبية وكذلك في الولايات المتحدة، عندما كان عمره 15 عاما شهد لارسون جريمة اغتصاب جماعي لفتاة ولم يسامح نفسه أبدا لأنه لم يتدخل لإنقاذ الفتاة، التي كان اسمها اليزابيث، مثل البطلة الشابة في كتبه، والتي هي أيضا ضحية اغتصاب، وهي التي ألهمت موضوع العنف الجنسي ضد النساء في كتبه، لمن احب الفيلم بامكانه تحميل الروايه pdf متوفره بعده مواقع.

 
ديفيد فينشر مخرج الروائع بعد اخراجه احد افضل افلام العام الماضي الشبكة الاجتماعيه وترشيحه لاوسكار افضل مخرج يعود مره اخرى ليثبت انه من افضل الى افضل ومن المخرجين القلائل الذين لم يخرجوا فيلما سيئا واحدا منذ بدايته بالاخراج السينمائي في اليين3، بعد اشتراك روني مارا في الشبكة الاجتماعيه بعدة مشاهد واعجاب ديفيد فينشر فيها يقوم باختيارها لاداء البطوله هنا ولم يخب ظنه فقد وجد فيها الكثير من الصفات والمقومات التى ستكون احد اسباب نجاح الفيلم بدايه من الملامح والغموض الذي تحمله هذه الفتاة في عينيها قساوه صنعها فينشر بالتخيلات التي اطلقها قبل ان يختارها وحقيقه فقد قدمت افضل اداء بالعام برأي وتستحق الاوسكار بدلا من ميريل ستريب، وبنظري قدمت ثالث افضل اداء نسائي شاهدته بعد دورين نتالي بورتمان في بلاك سوان وليون.

احداث الفيلم تدور حول فتاة اختفت منذ اربعين عام وهي تنتمي الى اسرة لها سلطه ونفوذ ولم يتم العثور على جثتها حتى الان هنا يتم تكليف صحفي بمهمه البحث والتقصي عن الظروف الغامضه التى اختفت فيها تلك الفتاة وفي هذه الاثناء يتم تكليف فتاة شابة (ذات الوشم) بمساعده الصحفي لتقصي الحقيقه فتتداخل مهمات البحث حتى يصل الى مراحل خطيره من التحقيق نتعرف فيها على اجزاء غامضه من هذه الاسره الثريه وبعض من ماضيها الاجرامي...ميكائل يقوم بتعاون مع سالاندر وهي مبرمجمه وخبيره بالكمبيوتر (هاكرز) تساعده على جمع المعلومات عن هنريك الذي كلفهم بالمهمه بعد انتقالهم الى كوخ قريب من منزله في الشمال، للتحقيق بقضية الاختفاء الذي حصلت قبل اربعين عام، حتى يصلوا الى احد الكتب الغامضه التى يحصلون عليها على اسماء وارقام العائله القديمه قبل ان يتفرقوا، ومن جهه اخرى نشاهد سالاندرا تعاني من الوصي عليها الذي يبتزها دائما ولايعطيها حقوقها حتى يصل الامر الى اغتصابها فتقوم بتصوير مشهد اغتصابها وتنتقم منه بتعذيبه وتهديده فتصح هنا مسيطره على الوضع، بعد اكمالهم للتحقيق في الكوخ يكتشفون حوادث اغتصاب مختلفه بدات من عام 47 وحتى 67 وتورط احد اشقاء كبير العائله الذي يبحث عن ابنته .. الفيلم كان نسيجا مميز بين تلك الشخصيات والمحور الذي تدور حوله الاحداث بالاخص، احتراف روني مارا وتقمصها الرهيب رفع من قيمة الفيلم بشكل كبير وعدد الشخصيات الهامشيه التى حضرت بالفيلم كان لها وقع كبير على احداث الفيلم فالتحقيق والشكوك بالجميع كان شيئ يشبه فيلم فينشر السابق زودياك، دانييل كريغ من جهه اخرى قدم اداء جيد جدا والقدير بلورم هو الاخر وايضا الشخصيه الغامضه بالجهه الاخيره الممثل السويدي ستيلان سكارجارد الفيلم صنع متاهه وغوص بهذه الجريمه والتحقيق بشكل لايوصف روعة الغموض كما عودنا فينشر في سفن ونادي القتال تعود باسلوبه المعتاد.

اخيرا من اجمل المشاهد بالفيلم وبشكل عام من اجمل مشاهد العام الماضي ..مشهد روني مارا وتعذيبها للوصي "انا مجنونه" للمشاهده هنـــا، والمشهد الختامي للفيلم كان خيآلي نظرات روني مارا حكايه ثانيه.. للمشاهده هنـــا ، من رفعي ،،

الخميس، 2 أغسطس 2012

Reservoir Dogs - 1992


سيناريو و اخراج : Quentin Tarantino

قبل الحديث عن الفيلم..فترة التسعينات كما ذكرت بعدة ردود سواء بالمنتدى او بالمدونة انها افضل فترة بتاريخ السينما على الاقل الامريكيه، شهدت بداية افضل المخرجين كوينتن تارانتينو، دارين ارنوفسكي، بول توماس اندرسون، ديفيد فينشر، وبداية السرياليه لديفيد لينش وتحضيره لتحفته طريق مولاهند 2001، ايضا فوز الاسطورة كلينت ايستوود اخيرا بأوسكارين بعد تكريمه اعتقادا منهم بانتهاء مسيرته الفنيه!، وبالجانب الثاني لن اقول كثرة الافلام المنتجه بل كثرة التحف المنتجه بهذه الفترة، فـ برأي لن تشاهد حفل اوسكار يرشح فيه 5 افلام لافضل فيلم وهذه الخمسه تستحق الفوز! وستتمنى ان الاوسكار يوزع عليها دون اختيار فيلم واحد فقط، عام 1992، شهد العديد من التحف افضلها بالنسبة لي بلا شك هو فيلم تارانتينو ثم تأتي البقية بداية من فيلم تشابلن للمخرج ريتشارد اتينبورو وبطولة المبدع روبرت داوني جونير و االامتسامح لكلينت ايستوود واخيرا عطر امرأة و ايضا احد اجمل افلام الانيميشن التى تابعتها علاء الدين، ربما يكون هذ العام ليس الافضل بالتسعنيات مقارنه مع 95 و 99 لكن يبقى عام مميز جدآ وبداية مهمه لاحد صناع السينما الامريكيه مستر تارانتينو.

كوينتن تارانتينو بعد فلمين قصيرين الاول اتى عام 1983 بعنوان "Love Birds in Bondage" حيث كان تارانتينو مخرجا وايضا ممثل لوحده بهذا الفيلم ولم يكتمل العمل، الفيلم الثاني عام 1987 بعد حفلة حضرها تارانتينو في هوليود تعرف على المنتج لورانس بيندر الذي قام بتشجيعه على دخول المجال الفني بعدها قام بكتابة اول سيناريو له واخرج الفيلم الذي لم يكتمل بسبب حريق بالمعمل خلال المونتاج وحقيقه الفيلم كان البداية الفعليه للسيناريو المميز لفيلم "True Romance" الذي قام ببيعه للمخرج توني سكوت.



كلاب المستود، فيلم جريمه من انتاج 1992 وهو اول فيلم للمخرج والكاتب كوينتن تارانتينو، احداث الفيلم تدور بعد ان وقعت عملية سرقة فاشلة لاحد متاجر الذهب او الالماس، مستودع الكلاب كان من بطولة مجموعه من النجوم بداية من هارفي كيتل، ستيف بوسكيمي، تيم روث، ومايكل مادسين وكريس بين بالاظافة الى تارانتينو بدور ثانوي بسيط بالفيلم، الفيلم شمل على العديد من بصمات ولمسات تارانتينو التى بدأت واضحه بعد ذلك بكل اعماله التى اخرجها، بداية من العنف وطريقة التصوير والحوارات، وسير الاحداث المبعثر للفيلم، وللاظافه الفيلم حمل العديد من اللقطات المشابهه لفيلم City On Fire الذي انتج عام 1987، بعد صدوره اصبح الفيلم من كلاسيكيات السينما المستقله ولقب الفيلم بأنه اعظم فيلم مستقل انتج من قبل مجلة امباير "Empire"، الفيلم بميزاينته المنخفضة التى بلغت 1.2 مليون دولار لم يحقق نجاحا كبيرا بامريكا فالارباح وصلت تقريبا الى 2.8 مليون دولار بجانب ارباح تعدت الـ6.5 مليون باوند بانجلترا، مما صنع لتارانتينو شعبيه كبيره بانجلترا جعلته يحضره لفيلمه القادم بلب فكشن، ايضا الموسيقي التصويريه التى استخدمت بالفيلم كانت معظمها من اغاني السبعينات وللاظافه صدر للفيلم لعبة عام 2006.

وكون هذه التجربة الاخراجيه الاولى لـ كوينتن تارانتينو، بطاقم كامله يديره وميزانيه انتاجيه، والكل يعلم ان تارانتينو لم يقم بدراسة الاخراج السينمائي او حتى اساليب الكتابة، كل هذه الامور غير مهمه كون هذا الانسان موهبه ومحب للسينما وقبل ان يصبح مخرجا كان مدمنا للافلام في محل الفيديو الذي يعمل فيه وفي احد حواراته اذا اعجبه فيلم ما يكرر مشاهدته فور انتهائه اي لا ينتظر فتره او يوم..الاخطاء الاخراجيه كانت بسيطه مثل عند مشهد توزيع الاسماء على العصابة ستلاحظ عصا المايك اعلى الشاشة، ومشهد المطارده مع الشرطة ستشاهد انعكاس للسيارة التى تحمل الكاميرا على المحلات! وايضا في المخزن عند دخول اول فردين من العصابة داخل المخزن ستشاهد ادوات التصوير موجوده!، او اخطاء اثناء التقاط مقطعين لمشهد واحد وعدم انتباه تارانتينو لها مثل عند انزال الشرطي من صندوق السياره كان مقيدا من الخلف ولكن اصبح فجاة مقيد من الامام وايضا الصاق فم الشرطي نلاحظ في المقطع الاول نشاهده الاصق فوق الفم ثم فجاة اصبح الشريط بالاسفل، وعند ذهاب بلوندي لصندوق السياره والشرطي بداخلها قام بفتحها بسرعه بدون ان يحاول ان يفتح القفل هذه بعض الاخطاء الاوليه التى لا تأثر باحداث الفيلم ولاكمال البقية هنا  خصوصا الاخطاء الـSpoilers ستجدها غريبه وموضحه خصوصا المقطع الاخير، لكن مع كل هذه الاخطاء الا انها لم تؤثر بالقصة او الاحداث او الحوارات او حتى النهايه، الفيلم متكامل هذه الاخطاء تحدث بكل الافلام وحقيقه الاخطاء التى ذكرتها يمكن ملاحظة القليل منها اما البقيه مع اكثر من مشاهده ستلاحظ لكن لن تغير بالفيلم شيئ وهذا هو المهم.


كوينتن قبل ان يبدأ باخراج الفيلم حاول اشراك الممثل جيمس وود بالفيلم لكن الاخير رفض حتى قبل ان يعرف نوعية الدور، ايضا عرض دور السيد وايت على جورج كلوني وكرستفر والكن دور الاشقر لكنهم رفضوا جميعا، ايضا من الممثلين الذين رفضوا اي دور بالفيلم الممثل ديفيد دوشوفني، ومن المشاكل التى واجهها ايضا الميزانيه القليله التى لم تتجاوز المليون وبمساعده من الممثل هارفي كيتل وصل الانتاج الى 1.2 مليون دولار، وللاظافه ايضا ان الممثلين قاموا بالتمثيل بملابسهم الخاصه وليست من استديو انتاج!، ايضا الموسيقي التصويريه المستخدمه بالفيلم كانت اغاني من الراديو فقط ولم يستعمل اي الحان، وهنا بداية عبقريه للمبدع كوينتن اختيارات كانت مميزه جدا ومناسبه لكل مشهد من مشاهد الفيلم خصوصا مشهد تعذيب الشرطي واختياره لكلمات واغنية (علقت معك)!، وايضا مشاركته بالتمثيل وغضب مادونا منه حول حديثه عن اغنيتها الشهيره Like a Virgin واهدائها بعد ذلك لالبوم ورسالة توضح المعني!، حول بداية الدمويه بفيلم كوينتن رغم استعداءه لمسعفين لوضعيه اورنج والدماء المفقوده نشاهده بالغ بكميه الدماء بشكل كبير وهذا بداية اسلوبه حركه مميزه، اخيرا حول النص السينمائي قام كوينتن بكتابة المسوده الاولى بثلاث اسابيع ونصف، ولنعرف مدى تشابكه افكاره اثناء الكتابة وخلقه للشخصيات التى دائما مايقول بحواراته انا اصنع الشخصيه ثم اصنع الفيلم والحوار والخاتمه، الاسم الاصلي لـ بلوندي هو Vic Vega وهو اخ او نفس العائل لجون ترافولتا بفيلم بلب فكشن وعائلة Dimmick ايضا، وفي الفلاش باك للسيد وايت يتكلم عن فتاة تدعى الاباما التى شاركته الجريمه والتى يعيد شخصيتها تارانتينو بفيلمه التالي True Romance وانها لم تلتقي السيد وايت، وفي احد المشاهد بالسياره ذكر احدهم الممثله Pam Grier التى ستلعب دور البطوله بفيلم تارانتينو القادم جاكي براون 1997، للمزيد من المعلومات حول الفيلم هنـــا .



سبع غرباء يقومون بمهة اجراميه لا يعرف احدهم عن الاخر شيئ لكن يعرفون فقط الوانهم (الالقاب)، قبل الحديث عن الاحداث، تعريف بشخصيات الفيلم : Joe Cabot : والد ايدي وهو الزعيم المنظم للعمليه والمخطط ، يتواصل مع جميع اللصوص ، يقتل بالنهايه على يد السيد وايت، Nice Guy Eddie : ابن السيد جو المخطط الرئيسي للعمليه وصديق السيد بلوندي ، يقتل بواسطة السيد وايت، Marvin Nash : الشرطي الرهينه الذي يعذبه السيد بلوندي ويقطع اذنه ويقوم بقتله ايدي، Holdaway : شرطي يقوم بتعليم السيد اورنج Freddy Newendyke على التخفي والتصرف كاللصوص، Mr. Orange : يعمل شرطي متخفي واسمه Freddy Newandyke يقوم بالدخول الى العصابه في عمليتهم لسرقة الماس يكشف امره بالنهايه بعد اصابة بطلقه بالمعده ويقتله السيد وايت ويقتل السيد بلوندي لانقاذ صديقه الشرطي، Mr. Pink : الوحيد الذي يبقى على قيد الحياه ويهرب بالالماس ويقتل او يقبض عليه من قبل الشرطه بعد مطارده لم تصور لا نعلم!، Mr. Brown : كوينتن تارانتينو دوره بسيط وكان بالبدايه وضع نظريه عن اغنية لمادونا Like A Virgin ومات اثناء الهروب، Mr. Blue : دوره اقل من تارانتينو يظهر لكن بدون حوار فقط بالبدايه كلمتين يقتل بالهروب، Mr. Blonde : سجن 4 سنوات من اجل السيد جو بعد خروجه عاد مره اخرى للعمل مع جو وهذه المره بالعمليه الفاشل التى يقتل فيها بعد تعذيبه الشرطي، Mr. White : هارفي كيتل الذي قدم اداء ممتاز ، شخصيه هادئه مثقف بعالم الجريمه له تاريخ كبير بهذا المجال لكن النهايه تثبت العكس ، العاطفه غلبته بعد دفاعه عن الخائن اورنج دون ان يعلم بأنه هو الخائن فيقوم بقتل اثنين جو والابن و اورنج .

يبدأ الفيلم ليس من البدايه او النهايه .. يبدأ بطريقه تارانتينو عرض عملية سطو فاشله على محل مجوهرات خطط لها الزعيم جو كابوت ..الاحداث بعد العلميه الفاشله يبدأ الفيلم بعرض لنا اسباب الفشل ومكان التجمع بعد اتمام العمليه التى يدور حولها الفيلم، يبدأ الفيلم بمطعم قبل الانطلاق الى المهمه بعدها تبدأ احداث العمليه الفاشله من السيد وايت واورنج وذهابهم الى مكان التجمع بالمخزن ثم يأتون البقيه واثناء توضيح ما حصل للبقيه يقوم بوضع مشاهد للشخصيات الرئيسيه كيف اشتركوا بهذه المهمه واقناع الزعيم جو لهم، لم نشاهد علمية السطو الفاشله هنا تأتي موهبه تارانتينو عندما يقوم بصنع الاحداث بهذه الطريقه نعرف اثناء سير احداث الفيلم الحقيقه من حوارات المجرمين مع بعضهم بالمستودع يجتمع مستر وايت وبنكي واورنج الذي ينزف بغرارة اثر اصابته ومن الواضح هنا ان الشرطه كانت تتوقعهم لذا احبطت هذه العمليه، بعد ذلك نشاهدهم يتجمعون بالمخزن والذي لم يحضر كان قد قتل وهم براون و بلو، ومما يزيد من خطوره العمليه هي عند عوده بلوندي الى المخزن نشاهده قد قام بخطف احد رجال الشرطه الذي يقوم بتعذيبه وقطع اذنه بمشهد سادي دموي ويحاول بعد ذلك بحرقه فيتدخل اورنج هنا ويقوم بقتله وينقذ زميله بالشرطه، بعد عوده ايدي وكوبت تكثر الشكوك حول اورنج بعد شد وجذب ودفاع وايت عن اورنج نشاهد مشهد ثلاثي مميز على الطريقه الكابوي المكسيكيه ويقتل ايدي والزعيم ويبقى وايت مع اورانج وهنا يخرج مسدسه لقتله بينما نسمع صوت اقتحام الشرطه للمستودع وينتهى الفيلم ..النهايه مفتوحه نوعا ما ومتروكه لخيالنا، لكن من الواضح ان الرجلين سيموتان.


الحوارات بالفيلم كانت كعادة كونتين غريبه واحيانا لا علاقه لها لكثير من احداث الفيلم مثلا كالحوار الاول في المطعم وتفسيرات تارانتينو عن اغنية مادونا حوارات العصابه كانت ممتعه غريبه مضحكه كثيرا من الجمل لاتزال عالقه بذهبي مثل حوار احدهم حين يسأل الاول هل قتلت اشخاصيا يجيب الثاني بـ لا فقط رجال شرطة!، حوارات لا يصنعها الا تارانتينو دون ان تنسى الحوار الغريبه والذي لم يصنع مثلا بالسينما جدال حول البقشيش وكأنك تجلس في مقهى بين اصدقائك نقله واقعيه وادخاله مطعم ماكدونالدز والذي لايدفع لهم بقشيش، تسلسل الاحداث بالفيلم كان مميز جدا رغم عدم دخول كوينتن لاي مركز او معهد تعليمي للسينما فقط صنع وسرد وعرض الاحداث بأسلوبه هو، انتقل عبر عدة احداث بازمنه مختلفه دون ان تشعر بالملل ويخلق عند المشاهد حاله من الحماس والتشويق بانتظاره الحدث التالي، انتقاله من المطعم الى المخزن الى ماضي العصابة واتفاقاتهم كوينتن استخدم عدة اماكن مغلقه مثل المطعم المكتب المخزن وركز بشكل كبير على الحوارات بين الشخصيات شكل وخلق وصنع ملامح كل شخصيه بجمل قالوها، ايضا تضليله لعمية السطو وعدم اخراجه لها اولا لضعف الميزانيه التى وضعها المنتجون له ثانيه قام بصنع مشاهد غطت عليه مثل عملية الهروب وصعنه لسيناريو مبعثر وصنع حالة الانتظار للمشاهدين رغم عدم مشاهدتهم لعملية السطو الفاشله الا انه صنع احداث مؤلمه بعد العمليه مثل اصابة ارونج وحادث براون اثناء الهروب، ومما يزيد من قيمه الفيلم هو ان المشاهد على علم مسبق بالخائن بين افراد العصابه هو السيد ارونج الشرطي المتخفي الذي نشاهد له فلاش باك يوضح تخطيطه لدخول العصابه، ويبقى على المشاهد انتظار ماذا سيحدث هل سينكشف امره ام لا؟ ماذا سيحصل له؟ لذا المفاجاه بمعرفة المشاهد من الخائن ملغيه وستستمتع بمشاهدة الفيلم اكثر من مره، اخيرا اذكر مشهد قطع الاذن كان من اجمل مشاهد الفيلم السيد بلوندي الممثل مايكل ماديسن وحركاته ورقصه على ايقاع اغنية Stuck in the Middle with you كان رهيب وحركات الكاميرا ابداع فيها كوينتن لمشاهده المشهد هنـــا...اخيرا رغم ان الفيلم لم يحقق تلك الجوائز المهمه الا انه اثبت وجود كوينتن تارانتينو كـ مخرج متمكن عموما ابرز الجوائز التى فاز فيها تارانتينو جائز افضل مخرج في مهرجان Avignon و منحته لجنة نقاد لندن افضل مخرج صاعد، وحصوله على جائزتي افضل نص واخراج في مهرجان Sitges واخيرا حصوله على الحصان البرونزي في مهرجان Stockholm و جائزن نقاد مهرجان تورينو، وترشح للعديد من الجوائز الترشيحات هنــا.

Taxi Driver - 1976



اخراج : مارتن سكورسيزي
بطولة : روبرت دي نيرو


ليس هناك من فيلم استطاع تعرية المجتمع الأمريكي من الداخل وبمثل هذا التجريد كما فعل فيلم " سائق التاكسي"، لقد كان المخرج مارتن سكورسيزي صريحاً إلى حد القسوة بنبشه تفاصيل ودقائق الشارع النيويوركي القذر و تقديمها بهذا الشكل البشع الموحش. و ليست الصراحة وحدها هي ما جعل الفيلم عظيما وخالدا بل هناك سببان كذلك، أولهما الأداء الهائل من النجم المبدع روبرت دينيرو، أما الثاني فهي تلك الطريقة وذلك الأسلوب التأملي الساحر الذي انتهجه سكورسيزي في عرضه لفكرته، بحيث أصبح الفيلم معه أشبه ما يكون بتأملات مفكر فيلسوف في حال مجتمع يرتع في أوحال الرذيلة.في فيلم " سائق التاكسي" الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1976م، يبحث سكورسيزي بشكل هادئ رصين عما يمكن اعتباره سببا للجنوح الذي اعترى فكر بطل فيلمه " ترافيس بيكل " و قاده لأن ينفجر بهذا الشكل العنيف في نهاية الفيلم ، تلك النهاية التي تبدو رغم ما احتوت عليه من خراب ودمار نهاية طبيعية ومنطقية ومفهومة ومقبولة . سكورسيزي هنا ، في فيلمه هذا , لا يبرر و لا يؤيد شيئاً إنما يتأمل و يبحث و يفسر و يفكر بتجرد و منطقية و بطريقة ( واحد زائد واحد لابد أن يساوي اثنان ) ، هو يقدم دراسة نفسية عميقة لشخصية "ترافيس بيكل " يقول فيها : ان هناك عوامل وظروف معينة ما إن تجتمع وتتفاعل مع بعضها البعض إلا وتنتج بالضرورة أشباه لـ " ترافيس بيكل " يصنعون عنفا أعمى لا يبقي ولا يذر.



لكن من هو ترافيس بيكل ؟! 
 
ترافيس بيكل شاب محدود التعليم , مسالم , لا يبدو عليه ميل نحو العنف ، خدم جيش بلاده في فيتنام ثم انخرط فور عودته في العمل لإحدى شركات الأجرة المتخصصة كسائق تاكسي ، أتاح له عمله هذا رؤية العالم السفلي لمدينته نيويورك التي تشربت الفساد حتى غصت شوارعها بأرباب الرذيلة الشواذ والمومسات وصناع العهر والدعارة، فيشعر بالاشمئزاز واليأس و الإحباط من هذه الحقيقة التي أدركها، وهي أن بلاده، التي حارب من أجلها الأعداء في أبعد حدود الدنيا، سائرة إلى الحضيض في طريقها إلى الانهيار الأخلاقي التام بسبب سوس الفساد الذي ينخر جسدها من الداخل، إن العدو داخلي هذه المرة و أمر مقاومته ومكافحته من أوجب الواجبات . و بسبب طغيان تلك المناظر البشعة المقززة التي أصبح وجودها أمرا طبيعيا في شوارع مدينته تلمع في فكر " ترافيس " وللمرة الأولى فكرة تغيير المجتمع وتطهيره من هذا الوسخ الذي ألم به، ونستشف ذلك من عبارته التي قالها في بدايات الفيلم: " يوماً ما .. يوماً ما سيأتي مطر حقيقي ليجرف كل هذه القذارة ".


هذه الكلمات توحي كذلك بأن ترافيس لا ينوي القيام بعملية التغيير بنفسه بل إنه يعقدها على " شخص ما " سيأتي في " يوم ما " بالمطر الذي سيجرف كل هذه القذارة، هو يؤمن بوجود أو قدوم هذا الشخص المغير، لذلك هو ينتظر ولذلك أيضاً تظل الفكرة في ذهنه مجرد فكرة لم ترق بعد إلى طور العقيدة، ويصدق إيمانه حينما يرى شخصين يبدوان طاهرين، الأول شابة حسناء رأى فيها ملاكاً بريئاً، أما الثاني فهو المرشح الرئاسي الذي وعده بأن يطهر البلد مما يدعوه ترافيس " الوسخ الذي اعتلى الأرصفة ".


لقد شعر ترافيس أن هذين الاثنين، بطيبتهما وطهرهما هما من سيجلب المطر الموعود المنتظر، لكنه حال اقترابه أكثر من تلك الفتاة اكتشف أنها لا تختلف عن البقية وكذلك كان الرجل السياسي الذي أدرك أنه لا يمنح سوى الأكاذيب, و من هنا خاب أمله في الجميع, و أصبح المجتمع بجملته في خانة أعدائه - إنهم أعداء الفضيلة، كلهم - و تترسخ فكرة التغيير في نفسه أكثر خاصة بعد تغلغله في هذا العالم الفاسد واحتكاكه بمن يراهم فاسدين كالقواد هارفي كيتيل، وصديقته، والرجل السياسي، وأخيراً ذلك الرجل الذي يراقب زوجته وهي تخونه، هنا يشمئز، هنا ييأس، ويعلن سأمه من هذه القذارة، فتتحول فكرته التطهيرية إلى يقين وعقيدة تستوجب الأخذ بها في الحال والا لعم الفساد وطم, و لذلك ينتفض ترافيس وينفجر انفجاراً مزلزلاً، يتناسب في حدته مع تلك الغفلة التي يعيشها المجتمع . 
 
إن عظمة فيلم سائق التاكسي تكمن في هذا التمهيد وهذا البناء المحكم من كاتب السيناريو الشهير " بول شرودر" الذي يمهد ويقدم كل ما يجعل من انفجار ترافيس بيكل منطقيا ومقبولا، هو لا يستعجل ردة فعل ترافيس ولا يستجديها، إنما يسير الأمور بشكل متزن ومعقول حتى إذا توافرت القناعة لدى المشاهد وترسبت من أن لحظة الانفجار باتت قريبة، جاء بها وقدمها له في وقتها تماماً دون أدنى شعور بوجود مبالغة أو ابتذال وإقحام . إنه يقدم كل المبررات التي تجعلنا نتفهم الانقلاب الفكري الحاد الذي أصاب ترافيس بيكل.


و باختصار فإن فيلم " سائق التاكسي" ومن خلال شخصية ترافيس بيكل جاء ليقول ان العينات الشبيهة بترافيس موجودة في المجتمع، أي مجتمع , ربما تكون نواياها طيبة، ربما , لكنها عينات عنيفة مدمرة إذا ما انفجرت، تسير دون هدي ودون أن تعقل شيئا . هذه العينات الآن خاملة، لكنها تنشط في بيئة لها شروط ثلاثة ، أن تكون مضمخة بالفساد، أن تكون خالية عديمة الشخص الذي يتصدى لمهمة الدفاع عن الفضيلة، أن يتوفر شخص يائس فاقد الأمل يعيش عزلة روحية عن مجتمعه .العظيم مارتن سكورسيزي عبر مشكاته النيويوركية هذه يقدم النصائح للأمريكيين بجزالة و بطريقة غير مباشرة يقول: يجب على المجتمع أن يقوم بمهامه كاملة تجاه المحافظة على القيم والفضائل والأخلاق، يجب أن يقطع الطريق على أشباه ترافيس، يجب أن لا يوفر المناخ الملائم لتنشيطهم وإحيائهم وتفريخهم.. متى ما تقاعسنا ، متى ما تشربنا الفساد ، لابد أن يظهر ترافيس .. هكذا ببساطة ، واحد زائد واحد يساوي اثنين !


بقلم العضو السينما ئي - منتدى سينماك @