الأربعاء، 13 يونيو 2012

The Fountain - 2006



سيناريو إخراج : Darren Aronofsky

الينبوع، فيلم خيال علمي\رومنسي اميريكي للمخرج دارين ارنوفسكي انتاج عام 2006، الفيلم كان خليط من الرومنسيه والتاريخ والدين والقصص القديمه، الفيلم من بطولة هيو جاكمان، راتشيل ويز و الين بريستن، الفيلم قدم بثلاث قصص وبشخصيات مختلفه، الاولى عالم يحاول ان يجد علاج لزوجته المصابه بالسرطان، والثانيه احد الجنود الاسبان و الملكة، والثالثة مسافر بالفضاء الذي يبحث عن حبه الضائع، الفيلم من خلال الثلاث قصص المختلفه والتى صنعت بالفيلم بثلاث ازمنه مختلفه ايضا ولكن تتشابك الاحداث بطريقه خيآليه سواء بالحوار او بالاحداث بالمونتاج نشاهده الفيلم كما كأنه قصة واحده.
ارونوفسكي كان سيقوم باخراج الفيلم بميزانية تصل الى 70 مليون دولار مع كل من الممثلين براد بيت وكيت بلانشيت لكن بعد انسحاب براد بيت من الفيلم (لانشغاله بفيلم اخر Troy) وايقاف الانتاج من قبل شركة وارنر بروس، قام دارين بكتابة السيناريو مره اخرى ليكون مناسبا لانتاج اقل وفعلا عاد ووضعت له نصف الميزانيه 35 مليون دولار تقريبا مع كاست تمثيلي جديد، هيوجاكمان ورايشتل ويز، وبعد عمل استغرق عامين من 2004 وحتى 2006 نوفمبر صدر الفيلم اخيرا وللاسف الارباح لم تتجاوز الـ16 مليون دولار ورفض شركة وارنر بروس اصدار نسخ DVD للفيلم لذا هنا قام المخرج ارنوفسكي بانشاء نسخة بمنزله ونسخها بموقعه حيث سمح للزوار بتحميل الفيلم.

يبدأ الفيلم بالقرن ال12 بالتحديد عام 2005، نشاهد الدكتور توم كرو يكرس وقته للبحث عن علاج لزوجته (ايزي) المصابه بالسرطان، هنا الاساله التى سيضعها المشاهد ماذا يفعل توم بالمختبر وماهي التجارب التى يقوم بها من اجلا انقاذ ايزي، بعد عدة تجارب على احد الحيوانات (قرد) نشاهد ان هناك أمل لانقاذ زوجته بعد استخلاص مادة معينه من شجرة قديمه ستقوم بوضع حد لانتشار الورم الخبيث بالجانب الثاني نشاهد ايزي تستعد للموت فاقدا للامل، وتهم باكمال روايتها التى تحمل عنوان الفيلم، بعد معرفتها بقرب اجلها بسبب المرض ومصدر الهامها لتأليف الرواية كان بعد قراءتها عن حضارة المايا واسطورتهم النجم شبابا الذي عندما يحتضر ينفجر ليخلق حياة لنجوم ثانيه، لذا تبدأ بتأليف الرواية لكي ترسم نهاية لرحلتها وبايمانها بهذا النجم، مضمون الروايه عن املكة ايزابيلا والجندي المخلص توماس ورحلة توماس الى امريكا الوسطى في اراضي المايا للبحث عن شجرة الحياة من اجل الملكة، ثم نشاهد حوار ايزي عن النجم الذي يموت لننتقل الى الشخصية الثالثة توم المسافر بالفضاء عام 2500 في مكان غريب بمحيط ذهبي اللون، لنشاهد بعد ذلك تشابك القصص الثلاث.



هيوجاكمان في الشخصيات الثلاث..الاولى بدور الفاتح او المحارب الاسباني توماس الذي يبدأ الفيلم به من خلال مشهد حربه مع جنود المايا اما الهرم، ليبدأ حربه معهم وبعد ذلك حربه مع القس الذي يحمل الشعله داخل الهرم، فبعد تكليف الملكة ايزابيلا للجندي توم ان يسافر بحثا عن شجرة الحياه التى اقتبست علمها من الكتاب المقدس، واقنعت توم بالسفر بعد صراعها مع رجل دين بارز بالمحاكم الاسبانيه ومحاولته الاستيلاء على العرش يتعهد توم بالعوده من اجل بلده ومن اجل وعد الملكة ايزابيلا (ادم وحواء) اعطته الخاتم ليكون دليلا على وعدها عند رجوعه، وعندما يصل توم الى المكان المطلوب يرفض مرافقيه الاكمال فيقتل الكاهن الذي معهم بالخطأ بسبب التمرد ليعطي توم الخنجر الذي سيقوده نحو الشجرة، لكن بعد وصول توم الى الهرم نشاهد المشهد الاول كما الافتتاحيه يطعن توم ولكن يقوم باخراج الخنجر الذي اخذه من القسيس المقتول ليكمل مسيرته فيطلب منه رجل المايا ان يضحي به بعد ظهور المسافر بالفضاء امام هذا القسيس، ليكمل توم مسيرته نحو الشجرة يقوم باخذ مائها للعلاج فيشفى بسرع يقوم بالشرب منها فيبدأ مفعول هذه الشجرة بخروج نباتات وزهور من جسد توم فيدفن بمكانه وبالنسبة لما تقول فلسفة المايا بأنه سيولد من جديد ويعطي حياة جديده.

الشخصية الثانيه في دور الدكتور او العالم، عام 2005 تومي طبيب متخصص بعلاج الامراض والاورام الدماغيه بعد مرض زوجته وظهور ورم بالمخ وتدهور صحتها تدريجيا تبدأ زوجته ايزي بتقبل الواقع لكن تومي يرفض الامر ويقول الموت كأي مرض يمكن ايقافه يقصد هنا المرض الذي يفتك بزوجته، ايزي تقوم بتأليف رواية اسمتها النافورة ولكن بعد انهيارها بالمتحف تطلب من تومي ان يقوم باكمال الرواية وانهاء الفصل الاخير، وفي محاولة ناجحه من اختبارات تومي للعلاج يسرعه لزوجته لكن بعد وفاة الاوان في مشهد ابدآعي من هيوجاكمان محاولا انعاش زوجته، لكن الموت كان اسرع، يقوم بدفن زوجته وفي المشهد الاخير من الفيلم نشاهده يضع بذرة فوق قبرها، كما في حضارة المايا ان البذرة ستتغذي على الجثة في رمزيه لحضارة المايا كيف ان الاب يعيش بهذه الشجرة، لذا يتضح ان الشجرة التى يكلمها المسافر بالفضاء هي ايزي.

الشخصية الثالثة في دور المسافر بالفضاء، فقاعة شفافة اللون في محيط ذهبي اشبهه بما تكون هذه الفقاعه تسير حول الشمس، المؤثرات كانت مميز جدآ في مشاهد المسافر، تومي وهو يسير بهذا السديم الذهبي مرافقا الشجرة الكبيره و وعائه والوشوم التى على جسده، ومحاولاة في هذه الفقاعة وكما تروي حضارة المايا عند انفجار الشبابا اي النجم فستولد حياة جديده، في هذه المرحلة التأملية ايزي موجوده وعلى قيد الحياة بطريقة غريبه داخل الشجرة ولكنها تحتضر يشار هنا انها كانت حية بطريقة ثم توفت كما في العالم السفلي والثمرة التى زرعها تومي الدكتور ولكن الطريقة كانت بالعكس كما الانفجار نشاهد القبر.

المخرج ارنوفسكي قام بوصف الفيلم ببساطه "قصة حب بسطة للغاية" حول شاب وفتاة يعشقون بعضهم ولكن الفتاة تموت شابة، وذلك بعد ان قام بعدة بحوث حول الاطباء وكيفية تعايشهم مع المرضي وكيف يقوم المرضي بالتكييف مع هذا الوضع وبعض العائلات يموت قريب لهم ولا يعلمون ماذا حدث له بالظبط واصفا هذا الوضع بانه ماساة لاتصدق، واضاف وبدلا من مواجهة هذا الامر بشي من الرعب والخوف قمت بصياغة الامر بالعكس حاولت ان نتفهم المرضى والاحتماليه التى ستحدث لهم مع القليل من التوسعه من خلال هذه الشابة ايزي وزوجها وصناعة رواية لزوجها حتى يفهم اين ستذهب، وموضوع النافورة هو كان يدور حول الموت والخوفه منه فكما شاهدنا في مشهد الافتتاحيه يقتبس ارنوفسكي مقطع من سفر التكوين " Therefore, the Lord God banished Adam and Eve from the garden of Eden and placed a flaming sword to protect the tree of life" لذا سنشاهد رجل يتبعه الموت الخوف يحرك هذه الشخصيات بعد اكل ادم من شجرة المعرفة نتج بالعالم الحياة والموت ازوداج البشر الفقراء والاغنياء كل شيئ متصل ومتفق عليه منذ القدم ويختم ارنوفسكي الفيلم قدم تجربة اليمه عن الموت، عن الالهام الذي نزل عليه وعن فكرة السيناريو القصة التى كتبها، بعد مشاهدة ارنوفسكي لفيلم ماتركس (The Matrix 1999) قال بأن هذا الفيلم هو ماحدد نوعية الخيال العلمي، لذا قرر من هنا ان يجرب عالم جديد بمجاله كما سلسلة حرب النجوم واوديسا الفضاء، لكن ارنوفسكي عندما كان يفكر باخراج فيلم خيال علمي لم يفكر بان يخرج فيلم اكشن بالفضاء او مطارده او تطور علمي واختراعات لانه كل هذه الامور قال بانها صنعت من قبل، يود ان يخرج شيئ له معنى شيئ يستقبله الجمهور عكس الافلام القديمه، المهم الافكار التى، فيلم تأملي البحث عن معنى الوجود عن الخالق، في عام 1999 بعد اصابة والديه بالسرطان، وفي جامعه هارفارد تعرف على زميلة الدراسة اري هاندل الذي شارك ارنوفسكي بكتابة القصة، وبعد دراسة ارنوفسكي لجمهورية غواتيمالا وبمساعدة احد الصحفيين هناك الذي قام بنقل الامثله من السكان الاصلين وتاثر ارنوفسكي بالفاتح الاسباني رنال دياز دل كاستيلو الذي صنعه بتمثيل هيوجاكمان بدور المحارب المخلص للملكة، في عام 2000 حول كتابة عن المعركة التى في الفيلم بين الاسباني وجنود المايا لم يحاول ان يصنع معركة ضخمه ولكن ما يؤدي الى المعنى كما قال واظهار هذا الجندي سعيه نحو النصر، وعن شخصية المسافر بالفضاء، قام بقراءة عن حضارة المايا وثقافتهم وتاريخهم والامور الروحيه التى يؤمنون بها قال ارنوفسكي قررت ان اخذ بعض الامور التى اريدها واجد طريقه مناسبة لوضعها بسير الاحداث، لانهم لم يرد ان يكون الفيلم مجرد قصة فنتازيه تبدا وتنتهى كما بعض الافلام الاخرى.



وحول التمثيل ارنوفسكي في كل افلامه الخمسه التى اخرجها وفي كل فيلم نجد الممثل يقدم افضل مالديه واقصد افضل ما لديه بانه يقدم افضل ادء تمثلي بمسيرته الفنيه، بداية من فيلم باي 1998 والممثل شون غاليتو الذي لم ولن يقدم دور افضل من ما فعل مع ارنوفسكي، ثانيه في فيلم مرثية الحلم 2000 واداء اليين بريستن وجاريد ليتو، ووصولا هنا في عام 2006 وفيلم النافورة واداء هيوجكمان الذي اشتهر بافلام الاكشن كسلسلة وولفرين نجده هنا يقدم افضل اداء سواء سبقه بافلام او سيقدم افلام بالمستقبل ارنوفسكي اخذ الخلاصة من هذا الممثل، وكما في 2008 لميكي روكي من ممثل فاشل الى مرشح للاوسكار ومقدم اداء خيالي وايضا عام 2010 واختياره لنتالي بورتمان وتقديمها افضل اداء بمسيرتها الفنيه، لذا التمثيل مع ارنوفسكي سيكون له معنى مهم ونقلة كبيره بمشوار اي ممثل يشاركه وسنشاهد ذلك بالمستقبل مع راسل كرو 2014 بدور نوح مع علمي ان راسل كرو قدم اداء اسطوري بعقل جميل، لكن متأكد لو ان ارنوفسكي ركز الاحداث بشكل كبير عليه بالفيلم سيقدم اداء افضل.

الموسيقى التصويريه والمؤثرات كانت بالقمه رغم تقلص الميزانيه الى النصف هذا لم يمنع ارنوفسكي من اكمال مشروعه بنجاح، فالموسيقى التصويريه كانت بقياة الموسقار المبدع كلينت مينسل مؤلف الملحمه الموسيقيه الشهيره بمرثية الحلم وصديق ارنوفسكي بكل افلامه، صنع الحان مميزه الجوانب الفنيه الاخرى كانت ممتازه بداية من المؤثرات البصريه والتصوير السينمائي برفقة صديقه الاخر ماثيو ليباتيكي الذي شارك ارنوفسكي ايضا بكل افلامه كمدير تصوير، التسويق الذي لم يكن ممتازه كما ذكرت في بداية الموضوع خصوصا عدم اصدار نسخ ديفيدي للفيلم، وعندما قوبل بالرفض المشرع في بداية الامر ارنوفسكي قال "I knew it was a hard film to make, and I said at least if Hollywood fucks me over at least I'll make a comic book out of it " اعلم بانه فيلم يصعب صناعه ولكن حتى وان رفضت هوليود ان تقوم بانتاج فيلم تبا لهم سأقوم بصناعة قصة مصوره "كوميكس بوك"، وفعلا في نوفمبر عام 2005 قام ارنوفسكي باعطاء الرسامه كينت وليامز وتم انتاج القصة المصوره للفيلم بعد ذلك قام وارنر بروس بدعم الفيلم وانتاجه.

اخيرا الفلسفة التى قدمها ارنوفسكي عن جدلية الحياة والموت والتضحيه، والحرب التى يخوضها الانسان من اجل الخلود ومواجهة للموت والعداله التى يفرضها الكون وعدم التفريق فيما بين البشر فالموت للجميع عظيم، وضيع لص او شريف محارب ام جبان، ثمن ندفعة كلنا من دون إستثناء وهو سؤال محير عن ماهييته الموت.."معركة في فهم الموت فهم اسبابة وكيفيه علاجة وهذة مستحيلة واخيراً كيفية التعايش معة وهنا الاصعب .. وكانت الاسئلة العظمى للبشرية تدور حوله ما هو الموت ؟"، النافورة لم يصنع للمشاهده فقط بل صنع للالهام وتقديم رسالة يفتقدها المجتمع بجانب الموت نشاهد التضحيه والسباق من اجل من تحبه فاذا كان الموت فرضا على الجميع سابق من اجل تخليد ذكراه (الروايه وانهائها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق