الأحد، 19 أغسطس 2012

Chungking Express - 1994



سيناريو واخراج : Kar Wai Wong

عن الإنسان البسيط في المدينة، الذي لازال يبحث عن الحب الأبدي في مدينة فضفاضة، كل شيء فيها معلب و مرهون بتاريخ إنتهاء، الشرطي كاي وو رقم 223 عاجز عن تخطي أمر انفصال صديقته التي يحبها كثيرًا عنه، لا زال ينتظرها غير قادر على تجاوز الأمر، حتى يقتنع بعد حين أن ّ صديقته مي لم تكن تجده مختلفًا عن علبة أناناس انتهى تاريخ صلاحيتها، فيحاول بأقصى ما بوسعه النسيان، يحاول الركض و التخلص من الماء الزائد في الجسم حتى لا يظل هنالك حصة منه للدموع، الشرطي كاي وو يركض يركض كيلا تسحقه حركة المدينة الدائمة في غمرة أحزانه و تجاوزه البطيء لها التي يرفض حتى كلبه الذي يفترض به أن يكون مخلصًا مشاركته إيّاها، فيبحث عن امرأة جديدة، حب ٌ سريع يلائم المدينة، فيقرر الوقوع في حب أول امرأة تدخل البار.




في المدينة حيث الأشياء تتوفر بشكل ٍ أكبر، حيث الفرص و الإحتمالات و الإختيارات الكثيرة، كان الشرطي رقم 663 معتادًا على شراء الـ Chef Salad لصديقته، حتى نصحه صاحب مطعم الوجبات السريعة بتجربة شيء آخر، فيقول له الشرطي: ربما لا يعجبها، يرد عليه صاحب المطعم: خُذ لها الإثنين و دعها تختار فمن الجيّد دائمًا أن تملك الإختيار، يأتي الشرطي في الليلة التالية و يطلب السمك و البطاطس، يقول له صاحب المطعم: أرأيت! قلت لك سيعجبها، دعها تجرّب الليلة البيتزا، يقول الشرطي لست ُ متأكدًا من كونه سيعجبها، فينصحه صاحب المطعم بذات الخدعة شراء شيئين مختلفين، يأتي الشرطي في الليلة التالية و يقترح عليه صاحب المطعم بسرعة تجربة شيء مختلف أيضًا، فيرد الشرطي: أريد كوبًا من القهوة فقط. يسأله صاحب المطعم عن صديقته ألا تريد شيء الليلة، يخبره الشرطي: تركتني. لأنّها تريد تجربة شيء آخر، أعتقد أن ّ لديّها حق، فهناك الكثير من الخيارات بالنسبة للرجال كما هو الحال مع الطعام!
 

هكذا يتخلّى أهل المدينة عن الحب بسهولة تحت إغراء الخيارات المتعددة، بينما ينصح صاحب المطعم الشرطي بالتوقف عن شرب القهوة خوفًا على صحته، و يقول له: عليك أنت أيضًا أن تجرب خيارات أخرى، فيقول الشرطي: الأمر ليس بتلك السهولة. ها هو الإنسان البسيط، من الصعب عليه التعامل مع الأمر كما يفعل من تمكنت منهم حركة المدينة السريعة، الإنسان البسيط لازال مسكونًا بالإحتمالات، من الصعب عليه حتى التخلص من عادات الطفولة، فالشرطي 663 لازال يحادث أصدقاءه الدُمى، و منشفته و حتى صابونته، و ينصحهم بالتحلي بالشجاعة و الصبر، فهم مثله حزانى، و كل شيء في بيته حزين، و يحتاج للتهويد حتى ينام.

في Chungking Express ستجد الرومانسيّة في شكلها الأولي، الشاعرية العفويّة التي تملأ الحوار، الحب النقي الذي لازال أصحابه غير قادرين على البوح به بسهولة، مثلما تفعل فايا التي تقع في حب الشرطي 663 و عوضًا عن إخباره تقوم بترتيب و تنظيف و تحسين شقته سرًا، تبحث بالعدسة المُكبرة عن شعر امرأة على سريره و تغار سرًا، أو مثلما يفعل الشرطي 223 الذي يدفعه الحب لشراء علب الأناناس التي ينتهي تاريخ صلاحيتها في الأول من شهر May، أو مثلما يفعل الشرطي 663 الذي يخشى على قميصها من البرد، فيقوم بكيّه حتى يشعر بالدفء.

يتأرجح الفيلم بين حديث الصور الصاخب الآسر للعين، و حديث الإنسان البسيط الآسر للإذن، يتناول شخصيّاته الحب ببطء في مدينة سريعة جاعلين منه شيئًا طريفًا رغم آلامه، كما يتميز بخلق شخصيّات متميزة و سيناريو رائع بمثابة رحلة ممتعة في هونغ كونغ، و بإسلوب وونغ كار واي المتميز
.

بقلم العضوه ,Alien من منتدى اقلاع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق